Translate
الشبيحة يزرعون الورد في مخيم الرمل لقناة الدنيا والأونروا
ملخص أحداث الثورة السورية
اليوم 159: السبت، 20آب/أغسطس 2011
قامت قناة الدنيا والسورية الإخبارية بزيارة حي الرمل الجنوبي لتصويرها بعد أن قام الأمن والشبيحة بتنظيف منطقة ساحة الرمل وتهجير أهلها من أجل زيارة متوقعة للأونروا. وقامت المحطات بتصوير المنطقة بعد تجميل الأمن لها وزراعة الورود فيها على أنّها العيّنة الأساسيّة في المخيّم. وأرغم الأمن بعض المارّين بإجراء مقابلات "عفوية" مع القنوات للتحدث عن أمان المنطقة وهدوئها وخُلوّها من أي مشاكل بسبب الأمن. وأعقب ذلك زيارة وفد من الأونروا للمخيم، حيث قامت قوّات الأمن بأخذهم إلى منطقة ساحة الرمل بدلاً عن يافا لإخفاء آثار الحملة العسكريّة. ويُذكر أن مدرسة يوسف نداف في حي الرمل فيها الآن عشرات المعتقلين اليافعين. وقامت قوات الأسد بحملات مداهمة واعتقالات في حي قنينص وبستان الصيداوي وفي قرية سلمى حيث تم اعتقال أكثر من عشرين نازح فسطيني. ومع كلّ ذلك فقد خرجت مظاهرات في مشروع الصليبة والبيرقدار وبستان الصيداوي
وتعرّضت مدينة حمص اليوم لهجوم عسكري وقصف في معظم أحيائها مع انقطاع الكهرباء والاتصالات، حيث دخلت أكثر من 30 دبابة إلى المدينة واستهدفت الغوطة وباب السباع و باب عمرو والخالدية والإنشاءات والسلطانية وجوبر والحولة. وبحسب مصادر مطلعة فقد اجتيحت المدينة من قبل الفرقة 11 والفرقة 18 بالاشتراك مع الشبيحة وبعض المروحيّات المقاتلة للهجوم على كتيبة ضباط خالد بن الوليد
أمّا بالنسبة لدرعا، فقد حاصر الجيش إنخل وفرض فيها حظر تجول ووضع حواجز في كل الطرق الرئيسية. أما غباغب فما يزال المتظاهرون فيها يتعرّضون للاعتقالات العشوائية وإطلاق النار الكثيف
وقد شوهدت دبابات متمركزة في حلب عند حي الصاخور، وأخرى متّجهة إلى ديرالزور بعد الانسحاب الشكلي، والمزيد في حرستا بريف دمشق عند بناء إدارة المركبات. يبدو أن النظام سيستمر بالتصعيد -خصوصاً في دمشق وحلب- وفي محاولته لجرّ المتظاهرين إلى المقاومة المسلّحة. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل حتى هذه اللحظة، بل وساعدت في عزله دوليّاً فقد سحبت سويسرا سفيرها من سورية من جديد. ويبدو أنَّ المزيد من الدول الأوروبية تعتزم سحب السفراء كذلك، حيث صرّح دبلوماسيّون أوروبّيّون أن الاتحاد يعد لعقوبات جديدة على سورية ستشمل القطاع النفطي، بالإضافة إلى 20 اسماً جديداً سيتم تجميد أرصدتهم ومنعهم من السفر إلى دول الاتحاد
وفي غضون ذلك، بدأت اجتماعات في اسطنبول لتدشين المجلس الوطني السوري للعمل ضد نظام الرئيس بشار الأسد ودعم الثورة. وقد أثنت العديد من الدول على اتِّحاد المعارضين وتحالفهم ضد الأسد. وقد شكّلت التنسيقيّات على الأرض أيضاً هيئة عامّة تجمعها وتنسّق بينها. على الأغلب سوف تظهر لجنة واحدة تنسّق معظم عمل المعارضة عما قريب
ردود الأفعال الدولية
الاتحاد الأوروبي يوسع عدد المسؤولين السوريين المشمولين بعقوباته، ويضع خططاً لفرض حظر نفطي
واشنطن تُثني على المعارضة عشية إطلاق مجلس وطني في اسطنبول
أنقرة تدعو إلى وقف القمع في سورية وتحجم عن المطالبة بتنحي الأسد
إحصائيات الثورة
ضحايا التظاهرات تجاوزت: 2,622
ضحايا التظاهرات من المدنييّن: 2,228
ضحايا التظاهرات من العسكرييّن: 394
المفقودون: 3,059
الممنوعون من السفر: 650
ضحايا التظاهرات الذين ماتوا تحت التعذيب: 53
المعتقلون حالياً حوالي: 15,000
اللاجئون السوريون منذ بداية الثورة: 12,577
اللاجئون السوريون في تركيا: 10,227
اللاجئون السوريون في لبنان: 2,300
Prepared by
Ausama Monajed and others
اليوم 159: السبت، 20آب/أغسطس 2011
قامت قناة الدنيا والسورية الإخبارية بزيارة حي الرمل الجنوبي لتصويرها بعد أن قام الأمن والشبيحة بتنظيف منطقة ساحة الرمل وتهجير أهلها من أجل زيارة متوقعة للأونروا. وقامت المحطات بتصوير المنطقة بعد تجميل الأمن لها وزراعة الورود فيها على أنّها العيّنة الأساسيّة في المخيّم. وأرغم الأمن بعض المارّين بإجراء مقابلات "عفوية" مع القنوات للتحدث عن أمان المنطقة وهدوئها وخُلوّها من أي مشاكل بسبب الأمن. وأعقب ذلك زيارة وفد من الأونروا للمخيم، حيث قامت قوّات الأمن بأخذهم إلى منطقة ساحة الرمل بدلاً عن يافا لإخفاء آثار الحملة العسكريّة. ويُذكر أن مدرسة يوسف نداف في حي الرمل فيها الآن عشرات المعتقلين اليافعين. وقامت قوات الأسد بحملات مداهمة واعتقالات في حي قنينص وبستان الصيداوي وفي قرية سلمى حيث تم اعتقال أكثر من عشرين نازح فسطيني. ومع كلّ ذلك فقد خرجت مظاهرات في مشروع الصليبة والبيرقدار وبستان الصيداوي
وتعرّضت مدينة حمص اليوم لهجوم عسكري وقصف في معظم أحيائها مع انقطاع الكهرباء والاتصالات، حيث دخلت أكثر من 30 دبابة إلى المدينة واستهدفت الغوطة وباب السباع و باب عمرو والخالدية والإنشاءات والسلطانية وجوبر والحولة. وبحسب مصادر مطلعة فقد اجتيحت المدينة من قبل الفرقة 11 والفرقة 18 بالاشتراك مع الشبيحة وبعض المروحيّات المقاتلة للهجوم على كتيبة ضباط خالد بن الوليد
أمّا بالنسبة لدرعا، فقد حاصر الجيش إنخل وفرض فيها حظر تجول ووضع حواجز في كل الطرق الرئيسية. أما غباغب فما يزال المتظاهرون فيها يتعرّضون للاعتقالات العشوائية وإطلاق النار الكثيف
وقد شوهدت دبابات متمركزة في حلب عند حي الصاخور، وأخرى متّجهة إلى ديرالزور بعد الانسحاب الشكلي، والمزيد في حرستا بريف دمشق عند بناء إدارة المركبات. يبدو أن النظام سيستمر بالتصعيد -خصوصاً في دمشق وحلب- وفي محاولته لجرّ المتظاهرين إلى المقاومة المسلّحة. ولكن كل محاولاته باءت بالفشل حتى هذه اللحظة، بل وساعدت في عزله دوليّاً فقد سحبت سويسرا سفيرها من سورية من جديد. ويبدو أنَّ المزيد من الدول الأوروبية تعتزم سحب السفراء كذلك، حيث صرّح دبلوماسيّون أوروبّيّون أن الاتحاد يعد لعقوبات جديدة على سورية ستشمل القطاع النفطي، بالإضافة إلى 20 اسماً جديداً سيتم تجميد أرصدتهم ومنعهم من السفر إلى دول الاتحاد
وفي غضون ذلك، بدأت اجتماعات في اسطنبول لتدشين المجلس الوطني السوري للعمل ضد نظام الرئيس بشار الأسد ودعم الثورة. وقد أثنت العديد من الدول على اتِّحاد المعارضين وتحالفهم ضد الأسد. وقد شكّلت التنسيقيّات على الأرض أيضاً هيئة عامّة تجمعها وتنسّق بينها. على الأغلب سوف تظهر لجنة واحدة تنسّق معظم عمل المعارضة عما قريب
ردود الأفعال الدولية
الاتحاد الأوروبي يوسع عدد المسؤولين السوريين المشمولين بعقوباته، ويضع خططاً لفرض حظر نفطي
واشنطن تُثني على المعارضة عشية إطلاق مجلس وطني في اسطنبول
أنقرة تدعو إلى وقف القمع في سورية وتحجم عن المطالبة بتنحي الأسد
إحصائيات الثورة
ضحايا التظاهرات تجاوزت: 2,622
ضحايا التظاهرات من المدنييّن: 2,228
ضحايا التظاهرات من العسكرييّن: 394
المفقودون: 3,059
الممنوعون من السفر: 650
ضحايا التظاهرات الذين ماتوا تحت التعذيب: 53
المعتقلون حالياً حوالي: 15,000
اللاجئون السوريون منذ بداية الثورة: 12,577
اللاجئون السوريون في تركيا: 10,227
اللاجئون السوريون في لبنان: 2,300
Prepared by
Ausama Monajed and others
Security Forces Plant Flowers in Raml Camp for Addounia TV and UNRWA
Syrian Revolution News Round-up
Day 159: Saturday, 20 Aug 2011
Day 159: Saturday, 20 Aug 2011
In Lattakia, Addounia and Syrian TV stations visited Raml Janubi today to film the "peacefulness" of the area after security forces cleaned the Raml Square area and relocated the locals in preparation for an UNRWA visit. The TV stations filmed the square after security forces scrubbed the blood off the streets and planted flowers to exhibit the area as a generic sample of camp’s alleys. Passersby were forced to stop for "spontaneous" interviews to talk about how peaceful and calm the neighborhood had become, thanks to the honorable security officers who came in and purged all terrorist elements. Following this, the UNRWA committee visited and was escorted by security officers to the same square that was filmed, even though the UNRWA desired to visit the torn apart Yafa area. It is noted that Yousef Bin Nadaf School in Raml still holds dozens of incarcerated teenagers and young men. Security forces have also launched a new house-to-house search and arrest campaign in Qnaines, Bustan Seidawi, and in the village of Salma where more than 20 Palestinian refugees were detained. In spite of all that repressive tactics, demonstrators still took to the streets in Sleibeh, Berqidar, and Bustan Seidawi.
The city of Homs underwent a military operation with heavy shelling and constant fire at most of its neighborhoods, accompanied by an outage of electricity and communications. More than 30 tanks invaded the city targeting Ghuta, Bab Sbaa, Bab Amr, Khaldiya, Inshaat, Sultaniya, Jobar, and Hoola. According to insiders, the city was invaded by divisions 11 and 18, with some security forces and offensive choppers, which were dispatched to eliminate the defected Khaled Bin Waleed battalion that took out some shabbiha checkpoints in Homs in the past two days.
As for Daraa, the town of Inkhel was besieged by security forces which imposed a curfew on all areas of the city after setting up roadblocks at all the main roads. As for Ghabagheb, the demonstrators are still suffering from live gunfire and random arrests.
Tanks were spotted in Aleppo at Sakhour with more seen heading towards Deir Azzour after the alleged withdrawal, and some were seen in Harasta in the suburb of Damascus by the Autos Administration building. It seems the Assad regime will continue intensifying its crackdown – particularly in Damascus and Aleppo – hoping it would drag the peaceful demonstrators into violent resistance. However, all of its attempts have failed thus far and have only managed to further isolate it internationally. This week, Switzerland withdrew its ambassador to Syria, and more European countries are expected to follow suit as European diplomats have declared that the Union is planning more sanctions against the Assad regime to include the oil sector and twenty regime figures.
In the meanwhile, an opposition meeting in Istanbul was initiated to launch the Syrian National Council that would support the revolution against the Assads; many countries praised the unity of the opposition figures. While on the inside, local committees formed a united general commission to coordinate their work on ground. Soon, one unified body will emerge representing all Syrian opposition from grassroots to figures.
Revolution Statistics
Syrians killed: 2,622
Civilian casualties: 2,228
Army casualties: 394
Missing: 3,059
Protestors killed under torture: 53
Protestors currently incarcerated: Around 15,000
Syrian refugees since the revolution: +12,577
Refugees in Turkey: 10,227
Refugees in Lebanon: 2,300
Prepared by
Ausama Monajed and others
The city of Homs underwent a military operation with heavy shelling and constant fire at most of its neighborhoods, accompanied by an outage of electricity and communications. More than 30 tanks invaded the city targeting Ghuta, Bab Sbaa, Bab Amr, Khaldiya, Inshaat, Sultaniya, Jobar, and Hoola. According to insiders, the city was invaded by divisions 11 and 18, with some security forces and offensive choppers, which were dispatched to eliminate the defected Khaled Bin Waleed battalion that took out some shabbiha checkpoints in Homs in the past two days.
As for Daraa, the town of Inkhel was besieged by security forces which imposed a curfew on all areas of the city after setting up roadblocks at all the main roads. As for Ghabagheb, the demonstrators are still suffering from live gunfire and random arrests.
Tanks were spotted in Aleppo at Sakhour with more seen heading towards Deir Azzour after the alleged withdrawal, and some were seen in Harasta in the suburb of Damascus by the Autos Administration building. It seems the Assad regime will continue intensifying its crackdown – particularly in Damascus and Aleppo – hoping it would drag the peaceful demonstrators into violent resistance. However, all of its attempts have failed thus far and have only managed to further isolate it internationally. This week, Switzerland withdrew its ambassador to Syria, and more European countries are expected to follow suit as European diplomats have declared that the Union is planning more sanctions against the Assad regime to include the oil sector and twenty regime figures.
In the meanwhile, an opposition meeting in Istanbul was initiated to launch the Syrian National Council that would support the revolution against the Assads; many countries praised the unity of the opposition figures. While on the inside, local committees formed a united general commission to coordinate their work on ground. Soon, one unified body will emerge representing all Syrian opposition from grassroots to figures.
Revolution Statistics
Syrians killed: 2,622
Civilian casualties: 2,228
Army casualties: 394
Missing: 3,059
Protestors killed under torture: 53
Protestors currently incarcerated: Around 15,000
Syrian refugees since the revolution: +12,577
Refugees in Turkey: 10,227
Refugees in Lebanon: 2,300
Prepared by
Ausama Monajed and others
Posted by الدكتور أحمد جمعة
التحولات الاستراتيجية في المواقف الدولية والإقليمية من سورية ليست عبثاً،
بالضرورة لا تُقرأ التحولات الاستراتيجية في المواقف الدولية والإقليمية من سورية عبثاً، فالأتراك يتحدثون اليوم بلغة غير مسبوقة، فيها تهديد ووعيد واضح لنظام الأسد، الذي نكث وعوده لوزير الخارجية التركي، وأحرجه أمام العالم.
الموقف الأردني، برغم محدودية دورنا في هذا الملف، يشير هو الآخر بأنّ الأمور وصلت إلى مرحلة "اللاعودة"، إذ إنّ تخلّي الدبلوماسية الأردنية عن "حيادها" وصمتها، وإرسال إشارات، ولو خجولة، إلى الجانب السوري، ما كان ليتم لولا أنّ عمان قد نفضت يديها تماماً من إمكانية "العودة إلى الوراء" مع النظام السوري، وتأكدت أننا أمام سيناريوهات جديدة تتطلب الخروج من "الحذر" في التعامل مع هذه الأزمة ومخرجاتها غير الواضحة.
قبل يوم واحد من التحول في الموقف الأردني، عبر اتصال رئيس الوزراء بنظيره السوري، كان مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ينشر توصيات حلقة نقاشية مغلقة شارك فيها وزراء وسياسيون مخضرمون وخبراء أوصوا بتشكيل "فريق عمل" يدرس السيناريوهات المختلفة وفرضياتها ونتائجها المتوقعة على الأردن.
واتفق المشاركون على صعوبة اتخاذ "مواقف حاسمة" ضد أو مع النظام السوري، مراعاة لمصالح أردنية أمنية واستراتيجية حيوية مع سورية، وذهبوا إلى أن القرار العقلاني حالياً يتمثل بـ"الحياد" المعلن، مع فتح قنوات "خلفية" مع السوريين المعارضين لدراسة التوجهات والاتجاهات في الساحة السورية.
ما الذي حدث حتى تتزحزح الدبلوماسية الأردنية قليلاً عن حيادها؟ بالضرورة هنالك "متغيرات" أساسية حصلت، وفي مقدمتها تطور الموقف الإقليمي والدولي. وقد بدا ذلك واضحاً، من تزامن هذا "الموقف الجديد" مع التصعيد التركي من جهة، وضغوط الخليج من جهة ثانية، وقد سبقه تنسيق أردني تركي خليجي في الأسابيع الأخيرة.
ما حرّك الموقف الأردني، أيضاً، أنّ هنالك معطيات صدرت عن النظام السوري نفسه تشي بنواياه لتصدير أزمته السياسية والأمنية إلى الأردن، وتلقي عمان لرسائل غير ودية من النظام خلال الأيام الأخيرة.
حيثيات الموقف الدولي والإقليمي ليست مجّانية، فهنالك وقائع وتطورات في الشام نفسها تؤكّد أنّنا نتحدث، حالياً، بالفعل عن "مرحلة ما بعد الأسد". فالحسم العسكري البشع عبر القتل والإبادة وآلاف الاعتقالات والقتل المجاني لعابر السبيل حتى، هذا مؤشر نهاية النظام لا قوته وسطوته.
"العائلة" أيقنت تماماً أنّ "المياه لن تعود إلى مجاريها". وحتى لو قمعت المظاهرات والمسيرات والاعتصامات، فإنّ "اللعبة انتهت"، وانفض المجتمع عن النظام، والقلق الأكبر هو أن تذهب "العائلة" جرّاء صفقة بين العلويين والسنة، تمنح الطرفين ضمانات ورسائل "حسن نية".
حكم الأسد يحتضر؟ المؤشرات جميعها تؤكّد ذلك. مما دفع بالمجموعة الحاكمة إلى "السيناريو الأخير"، الأكثر خطورة، بعد حمامات الدماء التي سالت، وهو سيناريو "الدولة العلوية" على الساحل السوري، ما يفسّر هذا "الإجرام" غير المسبوق ضد سكان اللاذقية ومخيم الرمل، وإجبار الناس على الهجرة والخروج من منازلهم لإجبار الطائفة على الانحياز له، بعد أن يحقن المناخ العام بروح الانتقام والشك والحقد.
لا تفسير لتخلي النظام عن كل دعاياته السياسية، وتنكيله باللاجئين الفلسطينيين (الذين لم يدخلوا نهائياً على خط الأزمة) وإجباره الناس على الرحيل إلاّ أحد هدفين، الأول الدفع باتجاه "عسكرة الانتفاضة" لتبرير ما يقوم به، وهذا بات هدفاً بعيداً وغير واقعي، والثاني التمهيد للتقسيم الطائفي، على قاعدة "بيدي لا بيد أعدائي .
نقلا عن زهير السباعي
الموقف الأردني، برغم محدودية دورنا في هذا الملف، يشير هو الآخر بأنّ الأمور وصلت إلى مرحلة "اللاعودة"، إذ إنّ تخلّي الدبلوماسية الأردنية عن "حيادها" وصمتها، وإرسال إشارات، ولو خجولة، إلى الجانب السوري، ما كان ليتم لولا أنّ عمان قد نفضت يديها تماماً من إمكانية "العودة إلى الوراء" مع النظام السوري، وتأكدت أننا أمام سيناريوهات جديدة تتطلب الخروج من "الحذر" في التعامل مع هذه الأزمة ومخرجاتها غير الواضحة.
قبل يوم واحد من التحول في الموقف الأردني، عبر اتصال رئيس الوزراء بنظيره السوري، كان مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية ينشر توصيات حلقة نقاشية مغلقة شارك فيها وزراء وسياسيون مخضرمون وخبراء أوصوا بتشكيل "فريق عمل" يدرس السيناريوهات المختلفة وفرضياتها ونتائجها المتوقعة على الأردن.
واتفق المشاركون على صعوبة اتخاذ "مواقف حاسمة" ضد أو مع النظام السوري، مراعاة لمصالح أردنية أمنية واستراتيجية حيوية مع سورية، وذهبوا إلى أن القرار العقلاني حالياً يتمثل بـ"الحياد" المعلن، مع فتح قنوات "خلفية" مع السوريين المعارضين لدراسة التوجهات والاتجاهات في الساحة السورية.
ما الذي حدث حتى تتزحزح الدبلوماسية الأردنية قليلاً عن حيادها؟ بالضرورة هنالك "متغيرات" أساسية حصلت، وفي مقدمتها تطور الموقف الإقليمي والدولي. وقد بدا ذلك واضحاً، من تزامن هذا "الموقف الجديد" مع التصعيد التركي من جهة، وضغوط الخليج من جهة ثانية، وقد سبقه تنسيق أردني تركي خليجي في الأسابيع الأخيرة.
ما حرّك الموقف الأردني، أيضاً، أنّ هنالك معطيات صدرت عن النظام السوري نفسه تشي بنواياه لتصدير أزمته السياسية والأمنية إلى الأردن، وتلقي عمان لرسائل غير ودية من النظام خلال الأيام الأخيرة.
حيثيات الموقف الدولي والإقليمي ليست مجّانية، فهنالك وقائع وتطورات في الشام نفسها تؤكّد أنّنا نتحدث، حالياً، بالفعل عن "مرحلة ما بعد الأسد". فالحسم العسكري البشع عبر القتل والإبادة وآلاف الاعتقالات والقتل المجاني لعابر السبيل حتى، هذا مؤشر نهاية النظام لا قوته وسطوته.
"العائلة" أيقنت تماماً أنّ "المياه لن تعود إلى مجاريها". وحتى لو قمعت المظاهرات والمسيرات والاعتصامات، فإنّ "اللعبة انتهت"، وانفض المجتمع عن النظام، والقلق الأكبر هو أن تذهب "العائلة" جرّاء صفقة بين العلويين والسنة، تمنح الطرفين ضمانات ورسائل "حسن نية".
حكم الأسد يحتضر؟ المؤشرات جميعها تؤكّد ذلك. مما دفع بالمجموعة الحاكمة إلى "السيناريو الأخير"، الأكثر خطورة، بعد حمامات الدماء التي سالت، وهو سيناريو "الدولة العلوية" على الساحل السوري، ما يفسّر هذا "الإجرام" غير المسبوق ضد سكان اللاذقية ومخيم الرمل، وإجبار الناس على الهجرة والخروج من منازلهم لإجبار الطائفة على الانحياز له، بعد أن يحقن المناخ العام بروح الانتقام والشك والحقد.
لا تفسير لتخلي النظام عن كل دعاياته السياسية، وتنكيله باللاجئين الفلسطينيين (الذين لم يدخلوا نهائياً على خط الأزمة) وإجباره الناس على الرحيل إلاّ أحد هدفين، الأول الدفع باتجاه "عسكرة الانتفاضة" لتبرير ما يقوم به، وهذا بات هدفاً بعيداً وغير واقعي، والثاني التمهيد للتقسيم الطائفي، على قاعدة "بيدي لا بيد أعدائي .
نقلا عن زهير السباعي
Posted by الدكتور أحمد جمعة